الخميس، 15 أبريل 2010

فيلم "Remember me": عرض الإرهاب على طريقة رونالدينيو!


    فيلم "remember me" أو "تذكرني" للمخرج Allen Coulter، يصنف كفيلم دراما رومانسي، أبدع في تجسيد دور البطل الممثل الشاب  Robert Pattinson والبطلة الممثلة الشابة Emilie de Ravin، كما شارك في التمثيل الممثل الكبير Pierce Brosnan، الطريف أن البطلين الشابين عرف كل منهما في دور واحد فقط، الأول في دور "إدوارد" في سلسلة أفلام "twilight" والثانية في دور "كلير" في سلسلة المسلسل الخيالي "LOST" الذي يعرض موسمه الأخير حاليا. الفيلم فيه من الإبداع ما قد يميزه عن جميع أفلام الدراما التي عشت تجربتها من حيث الموضوع وطريقة الطرح والمعالجة، ومناقشته لعدة مواضيع اجتماعية داخلية دون أن يشتت المشاهد، والعمق الذي يفتح أبوابا لإبداع الناقد في التحليل، والتأثير العاطفي القوي.
    أتمنى من قارئ المقال أن يكون قد سبق وشاهد الفيلم لكي يتذوق معي ما تذوقته من هذا العمل الفني، وإن لم يفعل فهو الخاسر الأكبر، وقد أدرجت ملخصاً لقصة الفيلم لهؤلاء الخاسرين.

    ملخص قصة الفيلم
    يبدأ الفيلم بداية دراماتيكية عنيفة ومؤثرة، إذ تظهر امرأة في الثلاثينيات تلاعب ابنتها الصغيرة بعمر الخمس سنوات في محطة قطار في مدينة نيويورك ليلاً، وفي تلك الأثناء يتهجم عليها شابان مسلحان ويسرقا ما تملك من نقود وحلي ثم يصعدان إلى القطار، يُغلَق الباب وأحد الشابين يقابل المرأة وجها لوجه خلف النافذة..وبعد ثوان يَفتح باب القطار ويطلق النار عليها ليرديها قتيلة بين يدي طفلتها المفجوعة، وبعدها يحضر زوج القتيلة وأب الطفلة اليتيمة فيتبين أنه شرطي.
    بعد ١٧ سنة يظهر البطل "تايلر" والذي انتحر أخوه الأكبر "مايكل" شانقا نفسه قبل بضع سنين، ما يفسر الحالة النفسية السيئة التي يعيشها تايلر، فهو شاب ضائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يداوم على حضور صفوف الجامعة دون أن يسجل بالمواد! شخصيته أنطوائية، لديه شغف كبير في قراءة الشعر، ولهذا لا تجده إلا في مكتبة الجامعة، وأهم صفاته - بالإضافة إلى التدخين المفرط - أنه يقصد أحد المقاهي يومياً ليكتب رسائلا إلى أخيه المنتحر "مايكل"، والجدير بالذكر أن هذا المقهى هو آخر مكان تقابل فيه الأخوان باليوم الذي شنق فيه "مايكل" نفسه.
    في أحد الأيام يذهب مع رفيقه بالسكن وصديقه الوحيد إلى إحدى الحانات أو النوادي الليلية، وبعد خروجهما من النادي برفقة فتاتين يشهدون اعتداء شخصين على شخصين آخرين لسبب تافه جداً بالضرب المبرح، وهنا تبرز خصلة نبيلة من خصال البطل "تايلر" إذ قام بنصرة المظلومَيْن والدفاع عنهما؛ ملقنا المعتدين درسا قاسيا بفنون ضرب الشوارع. بعد ذلك تجيء دورية الشرطة بقيادة الشرطي الذي تعرفنا عليه أول الفيلم، فيكتفي بالصراخ بوجوه المشاركين في العراك ليحررهم بعد ذلك! ما دفع "تايلر" إلى الإستنكار ومحاولة إقناع الشرطي بإيقاف المعتدين وإدخالهم السجن المستحق..ولكن بطريقة متمردة حملت الشرطي على ضربه وإدخاله هو السجن! برفقة صديقه.
    يقوم والد "تايلر" الرجل الغني صاحب الشركة الكبيرة والذي تجمعه علاقة سيئة جدا مع ابنه، بدفع كفالة "تايلر" وصديقه مخرجا إياهما من السجن.
    يتعرف "تايلر" على ابنة الشرطي "آلي" والتي تدرس معه بنفس الجامعة بغاية استغلالها ليرد دين والدها الذي أهانه ويقوم بطعنه في ظهره..أي ابنته، ولكن بعد أن تقرب منها وقع في غرامها، ووجد فيها سببا كافيا ليغير بعض عاداته السيئة وليحب هذه الحياة ويتعلق بها بعد أن كان يكرهها ويجد أنها ليست إلا واجبات تافة يقوم بها الإنسان.
    العلاقة الحميمة التي جمعت "تايلر" و"آلي" وصلت إلى ذروة الحب والسعادة ما أثر إيجابيا على حياته كلها، ولا سيما على علاقته الفاترة مع أبيه، ولكن والد "آلي" الشرطي -والذي هجرته ابنته نتيجة لخلاف ومشادة بينهما - وضع حدا لهذه العلاقة عندما عرف عنها ووصل إلى "تايلر" ليهدده بعد أن كاد يقتله في بيته، ما جعل "تايلر" يعترف لـ"آلي" بطريقة تقربه منها في بداية الأمر، وحاول إقناعها أنه أحبها حقاً لكن دون جدوى.
    رجعت "آلي" إلى بيت أبيها بعد أن مكثت في بيت "تايلر" فترة من الزمن، ولكن عندما قدم إليها صديق "تايلر" وشرح لها أنه صادق بحبه لها، اقتنعت وقررت الرجوع إليه في الوقت الذي ألمت حادثة مؤسفة لأخت "تايلر" الصغيرة والوحيدة مع صديقاتها، والتي يحبها "تايلر" حبا شديدا يصل إلى حد الغرابة، بل إن إهمال والده لأخته هذه "كارولين" هو السبب الأكبر في كرهه لأبيه.
    هذه الحادثة وحدت كل أفراد العائلة وأرجعت "آلي" إلى حبيبها "تايلر"، فـ"تايلر" قام بالدفاع عنها في المدرسة بطريقة قوية جدا، وأبوه رفع دعاوى قضائية على إدارة المدرسة وتقرب إلى ابنته، "آلي" التي قصدت بيت عائلة "تايلر" لتطمئن على أخته قابلته هناك والتم شملهما بالحب والود.
    في هذه الأجواء المثالية، وفي يوم كان يبدو جميلاً يملؤه التفاؤل في بدايته، وبينما كان والد "كارولاين" يوصلها إلى المدرسة، وابنه "تايلر" ينتظره في شركته الكائنة في ناطحة سحاب هي الأطول مع توأمتها في نيويورك، وبعد أن جلست "كارولاين" على مقعد الفصل، كتبت المدرسة تاريخ اليوم: الثلاثاء ١١-٩-٢٠٠١م! ذلك التاريخ الأليم..نعم ناطحة السحاب التي كان ينتظر فيها "تايلر" هي التي هوجمت في ذلك اليوم، ومات البطل "تايلر" نتيجة للهجمة الإرهابية.
remember me movie Pictures, Images and Photos
     شخصية البطل "تايلر"
    أول مشهد يظهر فيه "تايلر" يعطي انطباعا مباشرا عن هذه الشخصية، شاب يجلس بطريقة غريبة ومتهورة على حافة الشرفة، بيده الجعة، وفي فمه السيجارة والتي لم تفارقه طوال الفيلم.
    "تايلر" هو الشاب المفجوع بانتحار أخيه، والذي فقد الإحساس بالحياة من بعده، فهو انطوائي، يمضي نهاره في المكتبة، رومانسي ومحب للشعر، فاقد للمسؤولية إلى درجة بلغت به أنه يداوم في فصول الجامعة دون التسجيل في هذه الفصول! أي أنه لا ينتظر تخرجا ولا شهادة! وأهم ما يميز "تايلر" أنه لا ينفك من كتابة الرسائل لأخيه المنتحر "مايكل"، فهو يخبره عن كل ما يحصل معه يوميا.
    علاقات البطل محدودة بسبب انطوائيته، ولكن أجمل علاقة في الفيلم - كما أرى - هي علاقته الكاملة والرائعة بأخته الصغيرة "كارولاين"، وأقبح علاقة بالفيلم، علاقته العدوانية بأبيه، أما علاقته بحبيبته التي يتعرف عليها لاحقا فسنعرضها فيما يلي، ولكن باختصار "تايلر" شاب ضائع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.


Remember Me Movie Still Pictures, Images and Photos
    إيجابية صدمات الحياة 
    تتحرك الصدمات في الفيلم في نغمة منتظمة، وتظهر نتائج إيجابية من هذه الصدمات قد تكون أبرز من السلبية، ففي البداية صدمة قتل الأم على قلب الأب الشرطي، حيث تترجمت ردة الفعل في سلوكه بتكريس حياته لحماية ابنته كنوع من التعويض بسبب الشعور بالذنب. وفي صدمة انتحار "مايكل" نجد أخيه "تايلر" جاعلاً أخته "كارولاين" على رأس اهتماماته بالحياة ليعوضها عن تلك الصدمة، بل قد نلمس أن عملية انتحار "مايكل" صنعت من "تايلر" شخصاً مصلحاً، يصر على جريان القوانين والعدل في مجراها الطبيعي، لا يرضى بالفساد أو الإرهاب أن يقع على أحد إلا وردَّ عنه سواء كان يعرفه (مثل أخته) أو يجهله (مثل المعتدى عليهما في الشارع)، وتفسير ذلك أنه يشعر أن كسر النواميس الطبيعية العادلة في الحياة هي التي تسببت في انتحار أخيه، ولو كانت الحياة عادلة لما سمحت له بالإنتحار، وهذا يفسر رأيه في مقولة "غاندي" والتي سأتعرض لها لاحقاً.
    وفي الأخير والأهم بعد صدمة موت "تايلر" يعرض الفيلم بعض المشاهد تبين استمرارية محبيه وأهله بالحياة مع تحسن في بعض سلوكياتهم، فالأب صار أقرب إلي ابنته "كارولاين" أكثر من أي وقت مضى، و"كارولاين" تابعت حلمها في عالم الفن (الرسم) ويظهر شعرها وقد طال مرة أخرى في إشارة رمزية لاستعادة القوة وبناء الذات مرة أخرى، وصديقه يظهر في فصل دراسي وقد وشم عضده باسم "تايلر" فكأنه يستمد منه القوة للمثابرة في دراسته، وحبيبته اقتربت أكثر من أبيها حيث تظهر وهي تحتضنه بقوة.


    التطهير عند أرسطو
    تختصر نظرية التطهير - في الفن - عند أرسطو في إثارة الرحمة والخوف، وكلمة التطهير في الطب تعني مداواة الشيء بمثله، وهذه وظيفته الفنية في الحقيقة، فعندما يحرر الفن بعض الإنفعالات الضارة القوية قد يؤدي إلى اعتدالها والتخلص من شرورها، والفكرة هنا في معالجة الحقيقي الواقعي بشبيهه المتخيل غير الواقعي، نتذكر هنا بيت أبي نواس:

   دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ                 وداوني بالتي كانت هي الداءُ

فمثلا قد يعرض عمل فني وصفا متساميا للحب يدفع المشاهد المبتلى بنير حب واقعي أو رغبة منحرفة لممارسة الحب إلى التخلص منه. ويمكن علاج بعض المشكلات الإجتماعية المطروحة في الفيلم على هذا الأساس، خاصة في عرض العلاقة المتوترة بل المحتدة بين "تايلر" وأبيه، ففي بعض المشاهد يصل هذا الخلاف إلى أشده حتى كادا أن يتعاركا بالأيدي بعد أن عمل الصراخ عمله.
    فمن يشتكي فعلا من هذه المشكلة مع أبيه مثلا، يجد في تلك المشاهد متنفساً له ولمشاعره الضارة المكبوتة، مما يعدل نفسيته التي قد تؤثر على سلوكه. كما يظهر التطهير أيضا في علاقة "آلي" مع والدها والتي تقوم بهجره جراء التوتر الضاري بينهما، والسؤال هنا: مَن مِن المراهقين - من الجنسين - لا يواجه اصطدامات طبيعية مع والديه؟ لا سيما في ظل السيطرة العرفية الموروثة في المجتمع العربي.

    فلسفة "غاندي" وفهم "تايلر"
    ينقل "تايلر" في أول الفيلم مقولة لغاندي، ترجمتها: "كل ما تفعله بالحياة تافه، ولكن يجب القيام"، ويعقب "تايلر" أنه يعتقد بالجزء الأول فقط، وهنا يظهر الإضطراب في هذه الشخصية، فهو بعد فقد أخيه لم يعد يرى قيمة في الحياة، مع العلم أن بعض تصرفاته تتعارض أحيانا مع رأيه هذا، فهو لا يريد القيام بشيء لو أمكن، لا يريد أن يكون مسؤولا عن شيء، همه الوحيد أن يقضي وقته وحيدا بسلام وبلادة، ولكن بعد تعرفه على الفتاة التي أحبها "آلي" بدأ يشعر بتلك القيمة المفقودة، وأصبحت قيمة الحياة عنده أكثر وضوحا، فبعد أن كانت أفعاله غير مسؤولة، صارت هذه الفتاة محط رعايته واهتمامه، وكأنه مكلف بالإعتناء بها، ويظهر هذا التحول في شخصيته في آخر الفيلم عندما يكرر مقولة "غاندي" السابقة ويقرر الجزء الثاني منها! فيقول: "كل ما تفعله بالحياة تافه، ولكن يجب القيام به، لأن لا أحد غيرك سيقوم به، فعندما يدخل أحد حياتك نصفك يقول أنا لست مستعداً، ونصفك الآخر يقول أريد أن أكون معه للأبد..." هنا يجب أن يقوم بعمل إن أراد أن يكون مع هذا الشخص للأبد، نعم عندما دخلت "آلي" حياة "تايلر" كان على تايلر أن يقوم بعمل ليتمسك بها، والدافع الأول والقيمة الأولى هنا هي الحب.
    التحدث مع الميت!
    بعد انتحار "مايكل" كان "تايلر" يداوم على كتابة الرسائل إلى أخيه، ومرة قال لـ"آلي" أنني كلمت "مايكل" عنكِ، إذا هو يكتب له.. يكلمه.. يخبره عن كل شيء.. ولا ينساه أبداً، فكرة عدم النسيان أساسية في الفيلم، ولكن فكرة التحدث مع الموتى احتلت إطاراً كبيراً أيضا - وسامح الله سينسكيب الكويت التي قطعت كل المشاهد التي يظهر فيها البطل في حديث مع أخيه - والمعلوم أن الغرب يتفنون في هذا الموضوع، وهناك الكثير من الوسطاء الروحيين الذين يدعون أنهم يستطيعون التحدث مع الموتى، بل إن هذا الموضوع أصبح علماً في الآونة الأخيرة ويمكن لأي شخص أن يتصفح مواقع الأنترنت ليقرأ عنه، والذي شدني كثيرا ولم أستطع تفسيره كلمة "تايلر" الأخيرة، فهو بعد أن تكلم عن مقولة "غاندي" قال: "..."مايكل"، "كارولاين" سألت إذا كنتُ أعلمُ أنك تسمعني، الآن أنا أعلم، أحبك ويا إلهي كم أفتقدك". إذاً هو وصل إلى مرحلة اليقين أن "مايكل" يسمعه، ولو عرفنا ما كان يقول لـ"مايكل" لعلنا استطعنا فهم ما يقصد بالضبط - مرة أخرى سامح الله سينسكيب الكويت -.

    مناقشة الإرهاب بطريقة فريدة:
    الرسالة الأساسية للفيلم تتمثل في معالجة موضوع الإرهاب، والحث على عدم التساهل مع الإرهابيين وتذكر ضحايا الإرهاب. ولكن التميز كان في معالجة الموضوع المبتكرة، في الفيلم لم تذكر كلمة "إرهاب" إلى في مشهد واحد، حيث يتناقش طلاب الفصل مع أستاذهم عن أساس الإرهاب وعلاقته بمعرفة ماضي الإرهابين وطبائعهم البشرية. الفيلم يبدأ بمشهد إرهابي (قتل أم البطلة)، وينتهي بمشهد إرهابي (أحداث ١١-٩)، طريقة الفيلم في معالجة هذا الموضوع كان في تقمص شخصية ضحية من ضحاياه، والعيش في أدق تفاصيل حياتها، ما يجعل المشاهد يعيش معها ويتعلق بها وبأفراد أسرتها (الأخت - الحبيبة - الأم - الأب - الصديق - الأخ) وكل ما يرتبط بهذه الشخصية، فيزرع جواً عميقاً من الألفة بين المشاهد والضحية حتى يفجعك في نهاية الفيلم بموته! ويقول لك "تذكرني - عنوان الفيلم"، هنا تشعر أنك فقدت إنسانا عزيزا جدا، إنسانا كان قريبا لك، كنت له كأحد أفراد عائلته لمدة ١٢٠ دقيقة تقريبا. لا شك أن هذا الأسلوب مؤثر بشكل حيوي أكثر من الطريقة السردية التي رأيناها في الكثير من الأفلام التي عالجت الإرهاب بطريقة مباشرة، وهذا ما يفسر إحمرار عيون الخارجين من قاعة السينما فور انتهاء الفيلم.
    تعريف الإرهاب في الفيلم
    متابع الفيلم يستخرج مفهوما شاملا للإرهاب، فالإرهاب في الفيلم يظهر أحيانا في اعتداء فتيات صغار على زميلتهن في المدرسة، وأحيانا في جريمة قتل وسرقة، وأحيانا في الإعتداء الجسدي، وأحيانا في الإعتداء على القانون، وأخيرا في العملية الإرهابية الضخمة التي تشتمل قتل المئات والخراب، والغريب أن العمل الإرهابي الأكثر تأثيرا في مجريات الفيلم كان إنتحار "مايكل"!! نعم لقد قتل نفسه وألحق أضرارا نفسية واجتماعية مؤلمة على محيطه ومحبيه وأهله، ابتداء من انفصال أبويه والتغير في شخصية أخيه والحرمان في الذي عاشته أخته الصغرى، إنتهاء إلى توتر العلاقة بين "تايلر" و"أبيه".

    "أنا آكل الحلويات أولاً"!
    هذا ما قالته البطلة "آلي"، معللة ذلك بأنها تحب أن تأكل ما تحبه بدرجة أكبر، لماذا؟ لكي تضمن أنها أكلت ما تحب قبل فوات الأوان! يعرض الفيلم هنا حكمةً في قالب من السخرية، فالبطلة تطلب من البطل ضمانا بل تريده أن يقسم بروحه أن الوقت سيمهلها أن تأكل الوجبة الرئيسية ثم تأكل الحلويات قبل أن يسقط نيزكا من الفضاء أو يحدث أي حادث قد يحرمها من رغبتها الأخيرة وأكثر ما تحب القيام به..وهو أكل الحلويات!
    الحكمة المراد توصيلها هنا أن الحياة قصيرة، فعلى الإنسان أن يستغلها بالقيام بما يحب قبل فوات الأوان، لعلها رسالة يغلفها الأمل في وجه الرسالة الكبرى في الفيلم وهي قضية الإرهاب، وأكبر مثال هو البطل "تايلر" كان عليه أن يختار حبيبته قبل فوات الأوان، ليس قبل سقوط نيزك من الفضاء، ولكن قبل سقوط طائرة من السماء على رأسه! نعم لا أحد يستطيع أن يقسم بروحه أن هذا الشيء لن يحدث! وهنا تفسير كلام البطل في آخر الفيلم في تفسيره لكلام "غاندي" وضرورة القيام بكل الأعمال التافهة في الحياة، وقد قرنها "تايلر" بدخول شخص ما لحياتك وانتهاز هذه الفرصة، كما قام هو بانتهازها.
    الإرهاب قد يقع في أي وقت وفي كل مكان..فاحرص على القيام بما تحب قبل فوات الأوان.

    والجميل أن حياة "تايلر" والتغيرات في شخصيته ممكن أن نحصرها في فترتين: الأولى خروج شخص من حياته (أخوه "مايكل") والثانية دخول شخص في حياته (حبيبته "آلي") وهذا يبين تأثير الإنسان على الإنسان لا المحدود.    


    دعوة إلى مكافحة الإرهاب - الإصلاح
    يبين الفيلم خطورة نمو الإرهاب بطريقة رمزية، حيث في بداية الفيلم تظهر الأم مع طفلتها ويظهر من خلفهما برجا نيويورك العملاقان من بعيد، ثم يُعتدى على الأم وتقتل دون أن يُعاقب الجاني ويتضح فشل الزوج وهو الشرطي في حماية زوجته في سنة 1984م ، وينتهي الفيلم في عملية إرهابية ضخمة في سنة ٢٠٠١م، هنا إشارة إلى أن هذا العمل الإرهابي الفردي بدأ بالنمو آنذاك حتى سنة 2001م - أي من بداية الفيلم حتى نهايته - وصل إلى ذروته إلى أن طال البرجين الذين بدا بعيدين في البداية، وذلك الشرطي يظهر تقاعسه في اعتقال المعتدين الذين اعتدا على رجلين بريئين حاول البطل الدفاع عنهما، ولكن الشرطي كان بكسره هيبة القانون وإهماله معاقبة الجاني (الإرهاب) يسمح لذلك الخارج عن القانون بممارسة أعماله الإرهابية كيفما يشاء وكما يقول المثل "من أمن العقاب أساء الأدب"، عندها ظهر البطل بشخصية المصلح، المحارب للإرهاب.

    شخصية المصلح والإسقاط السياسي
    البطل "تايلر" تظهر في شخصيته الضائعة بعض الصفات النبيلة، فهو عندما حضر موقعة الإعتداء نراه ينصر المظلوم على الظالم، وعندما سأله صديقه في السجن لما فعلت ذلك؟ كان جوابه - بما معناه - أن هناك أمورا لم تجري كما يجب. 
    وفي موقف آخر عندما يدافع عن أخته "كارولاين" أحب الناس إليه، عندما سخرت بها إحدى زميلاتها..قام ثائرا ليرعب الفتاة ويكسر الباب بما فيه من زجاج، ليدخل الرعب في قلبها ليضع لها ولظلمها حداً. هنا يقوم بعملية "إرهاب الإرهاب" إذا صح التعبير، ولعل في هذه المواقف إسقاط سياسي على ما تعمل به السياسة الأمريكية في محاربة الإرهاب، وضرورة عدم التوقف عن "إرهاب الإرهاب" - مرة أخرى على طريقة أبي نواس (وداوني بالتي كانت هي الداءُ) - فكأنما "جورج بوش" و"تايلر" وجهان لعملة واحدة، الهدف واحد والإطار أوسع، إن أراد العالم للإرهاب أن يتوقف فعلينا أن نتصدى له بإرهاب أكبر منه نصرةً للحق والمظلوم. ويكفي فكرة الفيلم الأساسية ودعوة الفيلم في عنوانه "تذكرني"..أي لا تنسوا ضحايا الإرهاب..لا تنسوا الإرهاب المسبب لهذا الدمار..يجب التصدي له، ومن الظريف أن يزيد بن معاوية لا يذكره إلا الشيعة!! لأنهم لا ينسون الحسين (ع) فذكر المجني عليه مقرون بذكر الجاني ومحاربة خطه الفاسد، عندما يتأثر الإنسان عاطفيا مع مظلوم فإنه يصب جام غضبه على الظالم بشكل تلقائي.



    من قص شعر "كارولاين"؟ 
    "كارولاين" هذه الطفلة البريئة الجميلة، تمتاز بخفة دمها وإشراقة ابتسامتها، تأسر القلب من أول مشهد. لكن هناك شيء غريب في هذه الشخصية، لعلها تشتكي من اضطراب نفسي أو ما شابه، فهي كثيرة الشرود، تسرح بخيالها حتى تفد الإتصال مع العالم الحسي، وقد اعترفت لأخيها بهذا السلوك الغريب، حتى إن معلماتها في المدرسة يضطرون لطقطقة أصابهن أحيانا، أو إلى النقر على اللوح أحيانا أخرى للفت انتباهها وإرجاعها من عالم الخيال إلى الواقع.
    هذه الصفة قد تفقد ثقة المُشاهد في القوة النفسية لهذه الطفلة اللطيفة، وعلى هذا الأساس فإنه في حادثة الإعتداء عليها في قص شعرها - إذا كان حقا قد أعتدي عليها - فالفيلم لا يضع مشهد الإعتداء إنما يعرض مشهدا لزميلاتها يلعبن بشعورهن وهي تنظر إليهن، ثم في المشاهد التالي تظهر "كارولاين" تتحدث لأمها باكية وشعرها مقصوص! هي تدّعي بأن زميلاتها اعتدين عليها وقصصن شعرها، ولكن زميلاتها - اللائي كن دائما يتهمنها بغرابة الأطوار - يدعين أنها قامت بقص شعرها بنفسها! حسنا..المُشاهد بطبيعة الحال، وبسبب تأثره بسحر وجمال وبراءة "كارولاين" سوف يصدقها بلا شك، ولكن هل يمكن لأحد الجزم في هذا؟ الفتاة التي تعاني من بعض المشاكل النفسية لعلها تقوم بما تدعي زميلاتها، والسؤال هنا: لماذا وضعنا المخرج في هذه الحيرة؟ كان بالإمكان أن يعرض عملية الإعتداء! أو أن يكتفي باتهام "كارولاين" لزميلاتها من دون أن يدعي أحد أنها آذت نفسها، أو بالأساس..لماذا وُضعت هالة الإضطراب النفسي على "كارولاين"؟ لماذا يصر المخرج حتى المشهد الأخير أنها تسرح وتشرد وتطير في عالم بعيد أثناء شرح المعلمة للدرس؟ لا بد أنه أراد من المُشاهد أن يشك في صحة ادعائها ولو بنسبة بسيطة.
    من خلال قراءة الفيلم، واتجاهه في طرح قضية الإرهاب في عدة صور، يمكننا الإنتقال من المنظور الصغير إلى المنظر الكبير الأساسي في الفيلم، أرى أن اعتداء الفتيات رمزا أو صورة من صور الإرهاب، و"كارولاين" ممكن أن تكون "مدعية" وذلك لاضطراب نفسي يقودها لغايات مثل لفت الإنتباه من الأهل ولاسيما الأب، أو تكثيف الرعاية المحيطة بها، أو حتى للإنتقام من تلكم الفتيات اللاتي كن دائما يؤذينها بالفعل. أشتم من هذا التصوير اسقاطاً خفياً على القضية الإرهابية الكبرى ١١-٩، ولاسيما أن النظريات كثيرة حول إمكانية قيام أمريكا نفسها أو على الأقل تهييء الأجواء لضرب نفسها! فالكثير من المحللين يستهزؤون من إمكانية خطف طائرتين بواسطة بعض السكاكين، لاسيما وإنهم يربطون هذا المعطى مع المعلومات التي تفيد أن هناك عدد كبير جدا من الموظفين في البرجين المغدورين قد تخلفوا عن عملهم في ذلك اليوم، لذلك من الممكن أن الفيلم لم تفته هذه النقطة وبطريقة غاية بالعبقرية، حيث أن نسبة تصديق إمكانية قيام أمريكا بإلحاق الضرر بنفسها بهذا الشكل المروع - أعتقد شخصيا - أنه يساوي نسبة تصديق أن تقوم هذه الفتاة الساحرة المسالمة بإلحاق الضرر بنفسها.

    حركة رونالدينيو!!
    شخصيا وبكل صراحة..هذا أكثر ما أعجبني وأدهشني وصدمني في الفيلم، "حركة رونالدينيو"تعبير يستخدمه أحد أصدقائي الشعراء للتعبير عن نوع من أنواع البلاغة - في التشبيه الضمني - في بعض أبيات الشعر، مثال ذلك هذا البيت:
                 
   لا تحسبن ابتسامي ناطقاً برضاً               علامة الجر فتح الحرف أحيانا


    
    الفكرة تكمن في الإبتداء بأسلوب معين ذو وتيرة هادية في الشطر الأول، ثم يصدمك الشطر الثاني بارتفاع الوتيرة والأسلوب والتكلم هن موضوع آخر تماما يفسر الشطر الأول، تماما مثل حركة رونالدينيو الـFlip Flap والتي يتجه بالكرة لاتجاه معين ثم يصدم المنافس بالتحول فجأة للإتجاه الآخر، كما يوضح هذا المقطع:

     هذا تماما ما قام به الفيلم، مجريات وأحداث اجتماعية ورومانسية..وفجأة ننصدم بالتاريخ ١١- ٩ يكتب على لوح الفصل!! وأبراج نيويورك!! لو ألغي هذا المشهد فقط لالتشت رسالة الفيلم الأساسية.

    هذه كانت مجموعة من الرؤى لفيلم متميز من الأفلام التي ستحظى بمجال كبير لذاكرتي الفنية، أُذَكِّر أخيرا أن لكل متذوق قراءة خاصة للنص الأدبي، وهذا ما يميزه عن النص العلمي الجامد.

هناك 14 تعليقًا:

  1. i really liked what you wrote about the movie, and i liked the movie 2, it is so touching and it takes you away and make you think how life is simple and how the people complicated. i don't agree with you in Caroline part from my opinion, i think that the director is trying to show us another kind of terrorism at schools, specially in U.S.A, we heared many times that some of the students tried to kill others

    ردحذف
  2. صحيح أنا أشرت لهذا المعنى، أن الفيلم يعرض عدة وجوه للإرهاب كان هذا واحدا منها.
    شكرا جزيلا على المرور

    ردحذف
  3. انا امووووووووووت على تايلر الي هو ادوارد في فلم توايلايت

    ردحذف
  4. آنا في الواقع سعيدة أنني فتحت موقع بلوقر اليوم وسُنحت الي افرصة بقراءة هذه المراجعة للفيلم.
    تحمست لمشاهدة هذا الفيلم عندما شاهدت الtrailer. لكنني لم اتوقع انه سيحمل هذه الفلسفة المليئة بالفكر والنظرة العميقة للأحداث. لم أتابع هذا الفيلم بعد وبرغم سعادتي بقراءة هذه المراجعة الا انني اتمنى أنني لم أقرأها لأن بعد قرائتي لما كتبت، أعتقد ان هذا سيقلل من سعة تفكيري واستنتاجي لفلسفة الفيلم.
    سأحكم اذا كنت اوافقك الرأي أو انني استلمت رسالة أخرى من الفيلم بعد أن أشاهده. ولكن أتمنى ان اكون موافقة لك بالرأي حيث ان ماكتبت يظهر لي رسالة نبيلة وسامية وفكرية تدعو إلى التفكير والانسانية والاستدراك والاصلاح وتذكر الراحلون ولكن المضي قدماً.
    شكراً.

    ردحذف
  5. شكرا للمرور أخت مناير، في الواقع كما تفضلت أنه ليس من الضروري أن تقرأي النص كما قرأته، أو تفهميه كما فهمته، ولكن لكل متلقي فهم خاص للنص ورسالته، ولعل هذا أهم ما يميز النص الأدبي عن النص العلمي وهو تعدد القراءت واختلافها مما يعطيه مرونة أكثر وسعة للتفكير ومجالا للإختلاف والمشاركة والتبادل الفكري.
    أنصحك بشدة بمشاهدة الفيلم ولعلك تشاركينا قراءتك له بعد ذلك.

    لك دوام التوفيق أختي

    ردحذف
  6. Hello there, I'm back again after watching the movie.
    I tend to write in english this time, for I think I'd explain my point better.
    I absolutely loved the movie, and I can't deny that your review actually burned the events on me...too bad, but I'm still glad I read this review. :D
    I saw the movie exactly how you saw it, and I was going to write a review about it but I found that all I was doing is copying what you wrote here so I stopped.
    It really got me when the beginning without the ending would actually mean nothing, how in the beginning when he quoted his brother
    (our fingertips don't fade from the lives we touch)
    and in the end, his fingertips never faded from his friend's life, a neither his family's.
    How he meant to his friend exactly what his brother meant to him, and he touched his friend's life exactly how his brother touched his.
    How, no. What Micheal said wasn't bullshit as he thought (pardon).
    And how there's a difference between holding on to the past, but yet moving on. And between holding on to the past and hanging on there, like his situation in the beginning of the movie.
    And the tense relationship between him and his dad, and the tense relationship between Ally and her dad.
    An overprotective father, and a careless father.
    How both sides expected appreciation, both sides had rights, both sides had logical reasons and needs.
    And of course, the message about terrorism, terrorism in every single appearance it'd appear with, it's the same concept and has the same consequences.

    I'm not actually adding something new to what you've said, but I'm pretty much agreeing.
    Thanks again. =D

    ردحذف
  7. أهلا وسهلا مناير،،

    أشكرك على مرورك للمرة الثانية، قد تكونين وضحتِ بعض النقاط بطريقة أجود مما فعلتُ.
    نصيحتي لك للمرات القادمة: إياك أن تقرأي نقدا أو عرضا لفيلم قبل مشاهدتك إياه :ـ( فهذا يذهب الكثير من المتعة في المتابعة ويجعل الفكر موجها حتى قبل المشاهدة، لعلك لو شاهدت هذ الفيلم قبل قراءتك للنقد لخرجتي برؤية جديدة حتى لو كانت قريبة من رؤيتي.

    وفقك الله لكل خير وأشكرك مرة أخرى.

    ردحذف
  8. And for that reason I didn't read your review about the prince of persia. :)
    the same goes to you. thanks,

    ردحذف
  9. مرحباً اخي احمد احببت قرائتك ونقدك للفيلم جداً قرئت التفاصيل اكثر من العموميات مما جعلني افهم هذا العمل واتعلق به اكثر
    احببت ردة فعل تايلر عندما استهزئت احدى الفتيات بأخته وعندما اخافها بهذه الطريقه التي لا يمكن ان تئذيها جسدياً ولكن كان لها مفعول ضارب في العمق نفسياً
    شيء قوي جداً كما اطلقت عليه انت ارهاب الإرهاب احببت هذه الفكره وربطتك للمشهد الاول بالمشهد الاخير كان رائعاً اهنئك عليه
    هنالك شيء واحد فقط ارى بأنك لم تفهمه جيداً رغم ان محاولتك لتفسيره مثيرة للإعجاب وهو لماذا كارولين لا تنسجم مع رفيقاتها هل لديها اضطراب ما ؟
    ما اراه ومن خلال معرفة بسيطه لي في الاطفال امثال كارولين هو انها (مبدعه و موهوبه ) وللأطفال الموهوبين يا اخي صفات تتمثل في الإنعزال احياناً وعدم القدره عل لإنسجام مع غيرهم لأنهم ينضجون اسرع وتكون عقولهم ونظرتهم للحياة اكبر ^^
    كارولين تفكيرهااعمق من
    حفلات المبيت والألعاب الصغيره وثرثرة البنات العاديين
    وفي المقابل حتى لو تعبت من وحدتها وحاولت تتقرب منهم هم يغارون وينفرون منها ويسمونها غريبة الأطوار
    لأنها تختلف عنهم في بعض الأشياء ولأنها موهوبه وتذهل الاخرين ^^
    هذالشيء فعلاً واقع للأسف
    شكراً لك اتمنى ان تعقب على هذا الرد ان رأيته
    وبالتوفيق

    ردحذف
  10. أهلا أخت جوري
    والله صحيح وأشكرك على هذه الإضافة، فعلا ما ذكرتيه عن الأطفال الموهوبين دقيق وملحوظ وأظنني غفلت عنه.
    وبصراحة إذا دققنا النظر نجد أن الإنعزال لا يقتصر على الموهوبين الصغار فقط، بل أن الموهوبين الكبار أيضا - وإن أبدى الواحد منهم اندماجه في المجتمع ومخالطته للناس - يخفي الواحد منهم جزءًا كبيرا من كيانه ووجدانه ويبقيه لنفسه فقط، بل هو يخفيه حتى عن أقرب الناس إليه، والخطر أن هذا الجزء الذي يخفيه عن الناس يمثل جوهره الأهم بل قد يكون عالمه كله.
    أشكرك على المرور وأنصحك بمشاهدة فيلم HOURS ١٢٧ المعروض حاليا في دور السينما.

    ردحذف
  11. ربما يخفون ذلك لأنهم يظنون انه لا احد سيفهمه
    الموهوبون يحتاجون لإكتشاف واهتمام وتشجيع لا نلحظه في عالمنا العربي للأسف الأجانب افضل وضعاً منا ولكن هنا
    يموت الكثير من المبدعين دون ان يتبناهم احد او يعرف عنهم العامه
    فيلم HOURS ١٢٧ سمعت عنه يبدون انه ينال شهرة الآن
    هل كتبت قراءتك له ؟
    اريد ان اقرأها بعد ان انتهي من مشاهدته
    هلا كتبت عنه من فضلك ^^

    ردحذف
  12. والله أخت جوري أنا للتو عدت من رحلة سفر عظيمة، وستكون موضوع كتابتي القادمة لذا أعتذر عن عرض الفيلم المذكور مع روعة الفيلم، إلا أن رحلتي تفوق الروعة إلى حد الإعجاز!

    ردحذف
  13. استمتعت بكل حرف من هذا المقال ، اشكرك

    ردحذف
  14. رائع.فرحانه جدا بتوضيحات وشرح احداث الفيلم

    ردحذف