الثلاثاء، 1 فبراير 2011

معجزة حج الأربعين

بسم الله الرحمن الرحيم
 
    يقولون أن زمن المعجزات قد انتهى، ويقولون أن زمن الحب إلى حد الجنون قد ولّى، ويقولون أن زمن رجال الرسالات والقيم النبيلة والذين يضحون بأرواحهم في سبيلها قد اندثر، ويقولون أن زمن الضيافة الحاتمية الخرافية قد درس..أبداً!
    قصة يوم الأربعين

قُم جَدّد الحُزْنَ في العِشرينَ مِنْ صَفَرِ               فَفيهِ ردّت رُؤوسُ الآلِ للحُفَرِ

    البارحة عدت إلى أرض الوطن الغالي من رحلتي لزيارة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في يوم الأربعين في كربلاء المعلاة، وقد نصت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام على عظمة هذه الزيارة، حتى قال فيها الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنها من علامات المؤمن. يوم الأربعين - كما يتبين من اسمه - هو اليوم الأربعين بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من المحرم، أي أن يوم الأربعين يكون في العشرين من صفر، وفي ذلك اليوم زار الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قبرَ الإمام الحسين عليه السلام، ونال شرف أول زائر من عوام الناس لقبر الشهيد، وفي نفس اليوم زار الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام قبر والده برفقة عماته ونساء أهل البيت وعلى رأسهن فخر المخدرات زينب بن علي عليهما السلام، ومعه رأس الحسين عليه السلام ورؤوس شهداء الطف وقد ألحق الرؤوس بالأجساد الشريفة في قبورها، وقد التقوا بجابر عند قبر الحسين عليه السلام.
    الرحلة العظيمة
    خرجت برفقة جمع من المؤمنين في فجر الجمعة ٢١ يناير برًّا إلى مدينة النجف الأشرف حيث يرقد جثمان خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله..حيث القبة الذهبية..حيث بطل الإسلام الأول..حيث سيد الأوصياء..حيث من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا أله إلا الله..حيث أخي الرسول وزوج البتول وأبي الحسنين عليهم السلام..حيث قداسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفدت على الإمام وأنا بين الذل والرجاء، وقفت عنده وقفة تمثلت فيها العبد تارة والابن تارة، كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أنا وعلي أبوا هذه الأمة ). بتنا عند الأمير ليلة وفي صباح اليوم التالي استأذنّا منه عليه السلام لزيارة ولده الحسين عليه السلام، وانطلقنا من النجف إلى كربلاء مشيًا على الأقدام في مسافة تقارب ١٠٠ كيلو متر - ينقص أو يزيد -.
    معايشة المعجزة
    مذ خرجنا على الطريق المؤدي إلى كربلاء ابتدأت مواكب الضيافة من النجف حتى كربلاء! وجدنا الناس تعاملنا بإكبار يصل إلى حد القداسة! فهم يعتقدون بأننا حزنا مرتبة عالية كوننا زوارا للحسين عليه السلام، فتراهم يخدموننا أي خدمة! الماء والشاي والقهوة والتمر والحامض والحليب والفواكة والشوربة والوجبات الثلاث الإفطار والغداء والعشاء والعصائر ومضائف الاستراحات والنوم المجهزة البطانيات والوسادات وأحيانا بأجهزة التدفئة .. والأهم من كل هذا .. الروح المحبة والكلمة الطيبة .. ( اشرب ماي يا زاير .. شاي يا زاير .. زوار تغدوا .. فطروا زوار .. هلا بيكم .. هلا بزوار الحسين .. هلا بزوار أبو السجاد .. علي وياكم علي وياكم .. إلخ ) حتى أنهم من حرصهم على راحة الزوار يقومون بتدليك أرجلنا! ويقسمون علينا أن لا نردهم في شيء ( والعباس تشرب .. وعلي تاكل .. عليك الله تجي .. صبيتلك خلاص خلاص ) حالة ضيافة خرافية من شعب فقير ماديا!! رأينا أبقارا ونعوجا تذبح، وهذه تمثل ثروة بالنسبة لهؤلاء المضيفين، ولكن تجدهم يرخصون كل شيء لزوار الإمام الحسين عليه السلام، واعلم عزيزي القارئ أن الوصف ليس كالمشاهدة، ما رأيناه لا يدخل العقل! إذا أخذنا منهم شيئا يشعرون أننا تفضلنا عليهم بقبولنا ما يقدمون من ضيافة، هم لا يرجون إلا راحتنا ورضانا .. والطامة كل الطامة إذا أبدى أحد الزوار تضايقه أو انزعاجه من شيء ما! حينها لا تستغرب من صاحب المضيف إذا غمرت عينيه الدموع، قال في هذه الضيافة أخي محمد الحرزي مخاطبا الحسين عليه السلام :

واغتالَ أهلكَ فرطُ الجودِ حينَ غدوا               دونَ المكارمِ يا ابنَ الطيّبينَ وقا


    المشاية  - وهو الاسم الذي يطلق على الزوار الذين يقصدون كربلاء مشيًا على الأقدام - يعدّون بالملايين، ما بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ وأصحاء وعليلين أو معاقين..

الــدرب لـعــيون أبـو اليـمـة مشيته
وتــرى مـا هي بمشيتي .. بمشيته
قالوا ليش هالكلفة؟ .. مشي .. تيه
قلت مـا يتـوه درب حسيـــن بـــيّــه

الكثير منهم يرتدي كفنًا! وفي ذلك رد على الإرهابيين الذين لا يزالون يفجرن في مواكب العزاء والمشاية، لم نرَ من يبدي أي خوف من هذه الإنفجارات التي طالت المئات من الشهداء في طريق الحسين عليه السلام، وكما في معنى إحدى كلمات الإمام  موسى الكاظم عليه السلام أن شيعتنا كالمسمار كلما اشتد عليهم الضرب ازدادوا ثباتًا وتمسكًا بنا..
           
والحب كالمسمار حالة ضربه               يرسو فقل سلمت يمين الأشولِ


    أكثر كلمة كانت تتردد بين الزوار إذا ما سمعوا بأخبار الإنفجارات هي أن الموتة واحدة فحبذا هذه الموتة الشريفة عن سواها!، كنا نمشي ونرى في كل يوم سيارات إسعاف مسرعة لحمل جثث شهداء إثر إنفجار والناس تمشي وكأن شيئا لم يكن، بل أن من الناس الذين حضروا وعاينوا إحدى هذه الإنفجارات كانوا يبكون لأنهم لم يوفّقوا بأن يكونوا ضمن المستشهدين في طريق الحسين عليه السلام! أحدهم يقول ( أخيه لو كنت متقدم بعد مترين جان آنا مستشهد بس حرامات الله مو كاتبلي ). كنا نردد مع العراقيين هذه الهوسة والإبتسام يملأ وجوهنا ( يفجرونا وانظل انزور .. يفجرونا وانظل نزور )، أي مشقة لذيذة؟ وأي إقدام يهز عروش الضلال والكفر؟ يحضرني هنا بيت المتنبي :

لولا المشقة ساد الناس كلهم               الجود يفقر والإقدام قتالُ

ولكن جود المضيفين في حب الحسين يغني ولا يفقر، والإقدام وإن كان قتالاً للأبدان أمام متفجرات الإرهابيين إلا أنه يحي الشهيد عند ربه سعيدا ( لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )، وإن خدمة الحسين هم أعز سادة في ميزان العقلاء والعرفاء..والأهم من ذلك في الميزان الإلهي.
    تنفني الإنتماءات الدنيوية في طريق الحسين، فالجنسية هي حب الحسين عليه السلام، والأنساب هناك تنتهي عند الحسين عليه السلام..يقول أخي محمد الحرزي :

أهواك يا ابن علي والهوى نسب               بين الذوات وأن لم تنطبق مثلا

ولكن كان من العجيب رؤية كل هذه الجنسيات! من كل بقاع الدنيا، رأينا الكويتيين وأهل الخليج عموما، ورأينا الإيرانيين ورأينا الهنود ورأينا الأتراك ورأينا الباكستانيين ورأينا التونسيين ورأينا اللبنانيين بل ورأينا حتى الصينيين!
    وأعجب ما في تلك الأيام التي كانت أشبه بالحلم، بل هي الحقيقة الوحيدة في عالم جله كابوس وبعضه حلم، أعجب شيء كانت روح المحبة السائدة في ذلم المكان المقدس، الرابط بين الزوار وبعضهم وبين الزوار والمضيفين وبين المضيفين وبعضهم كله حب ومودة وخدمة! لم أرَ في حياتي هذا التكافل والتعاضد لاسيما في عالمنا المعاصر والذي ملأته النفوس المريضة، الناس تبادل بعضها الإبتسامات والدعوات الصالحة، لم أر أي سوء تفاهم أو شد عصبي مثلا .. وتفسير ذلك جلي، فالرابط في ذلك الممشى المشرف هو حب الحسين عليه السلام، الزوار يحمل حب الحسين أرجلهم والمضيفين يقدمون كل ما يملكون حبًا بالحسين، وما بني على حب كان أثره الحب..والحب فقط.
    إحدى خصائص ذلك الممشى، أن كل من وقف فيه مجاهد! فالإرهابيون يواصلون تفجيراتهم يوميًا في ذلك المكان، لذا فكل من يتواجد في ذلك المكان يعلم أن الإحتمال قائم في أي لحظة بأن تنفجر به عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة وتزهق روحه على طريق كربلاء..حتى أننا رأينا الكثير من الرجال والنساء يرتدون الكفن أثناء مشيهم! يا لها من لطمة عنيفة مستهزئة في وجه كل تكفيري إرهابي غبي! عن ماذا تريد أن تنحينا؟ عن الحسين؟ هل جننت؟ ألم تقرأ التاريخ؟ ألم تعلم من هم الحسينيون؟ ألم تعلم أن الطواغيت قبلك من أمراء وملوك ورؤساء قد عملوا المستحيل ليطفؤوا نور الله والله يأبى إلا أن يتم نوره..أين الأمويون؟ أين العباسيون؟ أين أزلام صدام اللعين؟ كلهم إلى مزبلة التاريخ، ويبقى الحسين شامخًا تتوافد عليه الملايين كل سنة..وهذه صرخة الحوراء زينب عليها السلام في وجه يزيد بن معاوية (فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.) صدقتي يا مولاتي..ولازالت الملايين تصرخ:

لو قطعوا أرجلنا واليدين              نأتيك زحفًا سيدي يا حسين


    على حدود كربلاء
    في اليوم الثالث لنا مشيًا، وصلنا إلى حدود أرض كربلاء المقدسة..وهناك قرر منظموا موكب أهالي الكويت الذي التحقنا به أن نتخذ حسينية علي الأكبر مركزا للراحة، وتقع هذه الحسينية في منطقة الإبراهيمية على مشارف كربلاء..مما اضطرنا أن نحول مسيرنا من الشارع الأساسي إلى شارع فرعي يغوص في منطقة مقطوعة عن المضائف، وهناك بدأنا نشعر بالهدوء الموحش..أين الأصوات التي ما انفكت ترحب بنا؟ أين الماء الذي نجده متى عطشنا؟ أين جموع المشاية من حولنا؟ لا شيء من ذلك! كأننا انتقلنا إلى بلد آخر..وفي تلك الأثناء، عندما سألت نفسي هذه الأسئلة السابقة، وإذا بي أسمع صوتا من بعيد..رفعت رأسي إلى جهة اليسار..وإذا بطفلة لم تبلغ الخامسة من عمرها، شقراء الشعر، في قمة البرائة والجمال، خرجت تركض من منزلها القديم والذي بدا مهجورًا، وهي تصرخ بصوتها الرقيق ولسانها العراقي المتكسر : زوار أبو علي..زوار أبو علي..زوار أبو علي..زوار أبو علي! صوت ترق له العيون بعد القلوب، عندها قلت لمن حولي : تحيةٌ تشجيعية ترحيبية من هذه الملاك أحلا على قلبي من كل ما لاقيناه من ترحبيب وتحايا طول الدرب في الأيام الثلاث السابقة! فعلا مشهد ساحر لا تفارق صورته مخيلتي.
    الوصول إلى كربلاء
قد وردنا كـــــــــــربلا أي ورود
والسما نادت نداءً في الحشود
قد وصلتم أرض غايات الوجود
فادخلـــــــوها في سلام آمنين

    كأنما قامت القيامة! أكثر من ١٧٠٠٠٠٠٠ زائر في أرض كربلاء يوم الأربعين، السماء تبدي لونًا من ألوان الجنة، والقبة الذهبية تبدو وكأنها تمسك زمام الدنيا، كأن الكون كله يطوف حول كربلاء، والدموع تتساقط على الأرض التي لطالما أبكتها..أرض الطف..أرض الأحرار..أرض سقوط جسد الحسين وارتفاع روحه المقدسة وخلود ثورته المتجددة.

    بين حج البيت وزيارة الأربعين
    في كربلاء استقبلنا سماحة السيد حسين المدرسي وأقمنا في مكتب أخيه المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي (حفظهما الله تعالى) وقد تشرفنا بمسامرة السيد حسين في أكثر من مجلس، وكانت إحدى أحاديثه مقارنة بين حج  بيت الله الحرام وزيارة الأربعين.. أنقل لكم بعض نقاط المقارنة العجيبة..
    - حج البيت فرض واجب لابد من أدائه.. أما زيارة الأربعين فرض وجداني حتمه الحب وليس الأمر!
    - حج البيت لمن استطاع له سبيلا.. وزيارة الأربعين يقوم بها حتى العاجز عن المشي، وقد رأينا من كان يزحف زحفًا نحو الحسين!
    - حج البيت واجب على جميع المسلمين بكل مذاهبهم الـ٧٢ مع ذلك فإن عدد الحجاج كل سنة لا يتجاوز الـ٣٠٠٠٠٠٠ حاج.. وزيارة الأربعين يؤديه مذهب واحد من تلك المذاهب وعدد الزوار في تزايد مستمر حتي بلغ هذه السنة ١٧٠٠٠٠٠٠ ويتوقع أن يصل في السنة المقبلة إلى ٢٠٠٠٠٠٠٠ زائر، هذا مع الأخطار والصعوبات والتواجد الإرهابي.
    - حج البيت في المملكة العربية السعودية وهي دولة ذات إمكانيات ضخمة.. أما زيارة الأربعين فهي في دولة متأزمة سياسيا واقتصاديا، ولكن المعجزة أن الخدمات التي يقدمها المضيفون في كربلاء وفي كل الطرق المؤدية إلى كربلاء تعجز عنها جميع الحكومات! من يستطيع أن يوفر مأكلا ومشربا ومسكنا لـ١٧ مليون زائر! وليس هذا فحسب بل طعام وشراب فائض لا محدود، أي أن الزائر يكون منعما ويتوفر له كل ما يطلب حتى أنه يمل الأكل وتصاب معدته بالتخمة.. وتتلقفه أيدي المضائف فيتفضل على إحداها ليأكل أو يبات! هذا ما لا يقبله منطق ولا عقل.
    - في حج البيت تتكاثر الأمراض، حتى أن الحاج لا يخرج من وطنه قبل أن يطعم بأنواع التطعيمات ليحصن نفسه من تلك الأمراض، وفي كثير من الأحيان لا يتحصن!.. أما في الزيارة فالزوار تذهب وتعود دون أي رعاية صحية خاصة ولا نجد  نسبة أمراض ملفتة، بل أن أصحاب الأمراض والعلل يتسابقون للزيارة حتى يرجعون متعافين ببركة الإمام الحسين عليه السلام.
    - القرآن يوصي حجاج البيت الحرام بالالتزام بالأخلاق والطيبة والنفس المهذبة فيقول (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ولكن مع الأسف نجد الكثير من النماذج السيئة التي تصل إلى حد الظاهرة، من التحرشات الجنسية ومن السرقات ومن المشاكل والأعصاب المشدودة.. أما في الزيارة فالأجواء كلها ود ومحبة وإخاء ولا تكاد ترى أي من تلك النماذج السيئة، ومن حضر الزيارة يعلم تماما عن ماذا أتكلم.
    - في الحج يستقبل "مستدبري قبر الرسول الأعظم" زوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوار الحسن عليه السلام بالتكفير والتفسيق والاتهام بالبدعة والشرك والضلال.. أما في الزيارة فإن أصحاب البلد يستقبلون زوار الحسين بالتبرك بتراب أقدامهم وحملهم علي الرؤوس!
    - الحج يكون إلى حجر، وهو البيت الحرام حيث ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قبلة الأبدان.. أما في الزيارة فالحج يكون إلى روح، روح الإمام الحسين عليه السلام ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقبلة الأرواح.
    في النهاية نكتفي بهذين الحديثين الشريفين .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه: (يا جابر زر قبر ابني الحسين فإن زيارته تعدل مئة حجة)، و قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : (لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلام من الفضل لماتوا شوقاً ، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت : وما فيه ؟.. قال : من أتاه تشوُّقاً كتب الله له ألف حجة متقبلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة أُريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان ، ووكّل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه. فإن مات سنته ، حضرته ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويُفسح له في قبره مدّ بصره ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروّعانه ، ويُفتح له باب إلى الجنة ، ويُعطى كتابه بيمينه ، ويُعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب ، وينادي مناد : هذا من زوار قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - شوقاً إليه ، فلا يبقى أحد في القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين بن علي  عليهما السلام ).
    تزوروني - ملا باسم الكربلائي
    في كل مضيف، وطوال الطريق من النجف وكربلاء، أجهزة تسمعنا اللطميات والمراثي والهوسات والقرآن الكريم والمحاضرات..ولكن أكثر ما علق في أسماعنا وحفر في قلوبنا لطمية الملا باسم الجديدة ( تزوروني )..


    أبطال الرحلة
    انضممنا مع موكب أهالي الكويت والذي صادفت فيه العديد من الأصدقاء على رأسهم ابن عمتي علاء الحواج - وفقه الله -، ومن الأصدقاء في الرحلة الأخوان : باقر الجدي والسيد أحمد زيد وعلي الحرزي وعبد الله جمال ومحمد أشكناني وعبد العزيز وغيرهم الكثير، ولكن المجموعة الأقرب والذين سكنت معهم في النجف وكربلاء هم : الشيخ محبوب أبو البنات - عممه في هذه الرحلة السيد حسين المدرسي في كربلاء المعلاة - والدكتور موسى البلوشي والعم علي الحرزي ( أبو حسين ) والعم عبد الله الحرزي ( أبو عيسى ) وعلى رأسنا جميعًا فارس المجموعة أخي الحبيب محمد الحرزي والذي لولاه لما وفقت لهذه الرحلة العظيمة فقد سخره الله تعالى سببًا لي ولغيري للتوفيق لهذه الزيارة، وقد كان خير معين ورفيق في السفر، يعطي من راحته - في أشد احتياجه للراحة - لأخوانه الزوار حتى ممن يجهلهم، من هنا أوجه له الشكر الجزيل والذي لن يوفيه حقه أبدا..شكرًا أبا فاطمة.

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اني منال من العراق ارجوان تقبلوني صديقة في المدونة حابة اتعرف من زمن على اخوان من مذهبنا من غيردولة وبالاخص الكويت الشقيقة واني شاكرة نيابة عن اهلي واخواني على هذاالكلام الجميل والوصف الاكثرمن رائع على زيارة الاربعين وحابة اكول الكم ان الخدمات سنة عن سنة تزيدوالناس تفنن في خدمة الزوار سائرين على مقولة عابس حب الحسين اجنني وانتو ان شاءالله ترحون وتشوفون بعينكم وشكرا وعذروني على الاطالة

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    في الحقيقة نتشرف بكل موالي لاسيما من أهل العراق أصحاب الكرم وخدمة الحسين عليه السلام.
    في الواقع أتحسر هذه السنة لأنّي لم أتوفق لزيارة الأربعين في كربلاء المعلاة، أسأل الله أن يكتبنا مع الزوار، وقد عجبت من تعليقكم على مقالتي التي كتبتها قبل سنة هجرية وبعد عودتي من الأربعينية الفائتة، وقد هجرت المدونة بعد هذه المقالة لمدة سنة كاملة لأسباب عدة منها وظيفتي التي تستهلك كل طاقاتي.. ربما يكون هذا التعليق بداية عودتي للكتابة فيها مرة أخرى.
    الشكر الجزيل لكم على المرور والتعليق وأسأل الله تعالى أن يسجلنا وإياكم في سجل محبي الحسين صلوات الله عليه.

    ردحذف
  3. اشكرك اخي عالرد الجميل علمت المقالة قديمة لكني وجدت انها تستحق الشكر والثناء والحمد لله ان جعلني سببالرجوعك للكتابة لان اسلوبك رائع وممتع وانا امس بالصدفة وجدت هذه المدونة عندما كنت ابحث عن لقاء قناة الانوار مع الشاعر محمد الحرزي في عيدالغدير لانه شاعر مبدع واشعارة جميلة وشكرا مرة اخرى على قبولي معكم ملاحظة/ هذه هي المرة الاولى لي لاتواصل مع اناس لااعرفهم في مواقع التواصل الاجتماعي كنت اتواصل فقط مع صديقاتي من الكلية عن طريق الايميل واسئل الله العلي القدير ان يوفقك في دراستك وشكرا

    ردحذف