الثلاثاء، 30 مارس 2010

تقرير عن مقال بعنوان "الرياض والأزهار والرياحين عند شعراء المشرق في العصر العباسي" للدكتور فهد جميل الحاج شحادة


   - تقديم:
    بحث الدكتور فهد جميل الحاج في دراسة من خمسة فصول في الشعر الرضوي عند شعراء المشرق (ـبلاد الشام والعراق وسائر الأقاليم الشرقية من المملكة الإسلامية( في العصر العباسي، معتمدا على المقطوعات والنماذج الشعرية المنتقاة في تبويب أجزاء الدراسة، كل مجموعة منها مادة لكل فصل.


    المحور الأول - (فصل خاص بالرياض(:
    أ- الحدائق العامة وأماكن التنزه: يعرف الرياض ويتحدث عن أماكن التنزه التي استلهمها الشعراء في قصائدهم.
    ب- الرياض وعناصر الطبيعة: يبين العلاقة بين الرياض وعناصر الطبيعة من سماء وسحاب ومطر وثلج وبرق ورعد وطيور وفصول.


    المحور الثاني - (الأزهار والرياحين(:
    يعرف أنواع الأزهار والرياحين التي تغنى الشعراء بجمالها؛ متناولاً مصدر الاسم، وموطن النبتة الأول، وكيفية انتقالها من قطر إلى آخر، وصفاتها، وما أوحت به للشعراء من المعاني. ويحدد الفرق بين الأزهار والرياحين منطلقاً من الأرج الذي يميز الرياحين عن بقية الأزهار.


    المحور الثالث -  (مملكة الأزهار والرياحين(:
    يتناول ما أوحت به المقطوعات الشعرية من المعاني الجديدة، والتي أظهرها هذا الفصل في موضوعات منها: ملوك الأزهار والرياحين، صراع الأزهار، مفاخرات الأزهار، مفاضلة الشعراء بين الأزهار.


    المحور الرابع - (الإنسان بين الرياض والأزهار والرياحين(:
    يصوّر شغف الإنسان بالرياض، وعلاقته بالأزهار والرياحين، وما نشأ حولها من عادات وتقاليد. من موضوعاته: مزج الأديب حالته النفسية بالرياض وعناصر الطبيعة، الشراب في الرياض، لقاء المحبين في الرياض، المرأة والرياض، تزيين المجالس والثياب والأجسام والرؤوس بالأزهار والرياحين.


    المحور الخامس - (شعر الرياض والأزهار والرياحين: دراسة فنية(:
    يتناول ما يحفل به هذا الشعر من خصائص متميزة، والتي:
    أ- تصوّر أثر البيئة العباسية في نمو الموضوعات الجديدة.
    ٢- تعبر عن ميزاته في اختيار الألفاظ المعبرة المستوحاة من مفاتن المرأة، ومن الكواكب والنجوم، ومن الأحجار الكريمة.
    ٣- توضح مدى الإهتمام في التراكيب، وبالجانب الموسيقي، وبالمنهج التصويري المتبع، وفي كيفية استخدام المحسنات المعنوية.
    ٤- تهدف إلى تبيان ما في هذا الشعر من قيم فنية وجمالية ظهرت من خلال المستويات المدروسة.
    ٥- تظهر ذاتية الشاعر العباسي، وصدقه في التعبير عن البيئة.




     أسباب قيام الكاتب بالبحث:
    ١- يرغب في تجسيد القيم الفنية والجمالية المستوحاة من عالم الطبيعة.
    ٢- يبرز موضوع البحث تعلقه بمظاهر الحضارة.
    ٤- يرى أن استحضار هذا اللون من الأدب في موضوعات متناغمة وجديدة له مزاياه المحببة في النفس.
    ٥- لأنه لم يجد من خص هذا البحث بعناية كافية.




    نتائج الدراسة:
    ١- تأثر الشعر الروضي في الأعصر العباسية بعوامل الحضارة، وكان تعبيرا صادقاً عن بيئة الشعراء العباسية التي يدورون في حدودها، يساير طبيعة حياتهم والأسباب التي فرضت هذا الشعر.
    ٢- كان الشعراء العباسيون، في هذا اللون من الأدب، يمثلون دور الفنان المبدع المتأثر بعاطفته التي تحررت من كل قيد، وكان شعرهم من هذا المنطلق يمثل أول نغمة تصدر عن وعي بطبيعة العمل الفني الذي يمارسونه.
    ٣- أصبح الشاعر العباسي، في استيحائه الرياض والأزهار وفي ثورته على القديم، ابتداعيا يلتمس الجديد تعبيرا عن ذاته وتأثراته بالبيئة العباسية، وتجاوز بتجديده حدود المضمون إلى الألفاظ والتراكيب والأوزان، وأحدث تغيير الحياة سهولة في التعبير عن العواطف والأهواء وميول النفس التي أصبحت حرة من كل قيد؛ وتغييرا في ألفاظ الشعر.
    ٤- امتاز الشعر الروضي العباسي بوحدة البناء التأليفي، وترابط الأجزاء، ووحدة الموضوع، والإسراف في استخدام الصور البيانية والبديع اللفظي. ويبدو أثر الغناء في ذلك كله وفي اختيار الألفاظ والميل إلى الأوزان الرشيقة الخفيفة.
    ٥- يتضح من معاني الشعر الروضي أن هذا الغرض الأدبي ظهر بشكلين يمثلان مراحل تطوره وازدهاره:
        أ- حل في الشكل الأول بديلا عن الأطلال والنسيب في مطالع القصائد.
        ب- بدا في الشكل الثاني مستقلا في مقطوعات قصيرة على الغالب.






    استفادة الباحث من الدراسة:
    ١- تعتبر الدراسة نموذجاً للبحث في خصائص الشعر؛ ومثالاً للقراءة النقدية في شعر عصر معين واستخلاص ظاهرة من ظواهر ذلك الشعر.
    ٢- تعرف الباحث على وجه من أوجه العلاقة بين البيئة والحضارة، والفن والأدب.
    ٣- تعرض تبين أسباب تغير الشعر من عصرٍ إلى آخر، سواء في الألفاظ والتراكيب والأوزان، أو في المضمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق